آخر الأخبار

مصطفى طلاس والدب الأمريكي

 
 
 
 
يروى أنه في عهد حافظ الأسد .. وبعد التقارب الذي جرى بينه وبين الأمريكان ظاهرا .. وبعد أن اجتمع حافظ الأسد بالرئيس كلينتون عدة مرات .. قرر حافظ الأسد ايفاد مصطفى طلاس إلى أمريكا ليقضي بضعة أيام في زيارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ..
 
لهذه الزيارة أصر مصطفى طلاس أن يرتدي الزي العسكري وأن يزين بكافة الأوسمة التي منحهه إياها حافظ الأسد .. عندما وصل وزير دفاع حافظ الأسد أمريكا بالطائرة .. استقبله بيل كلينتون في واشنطون ومكث معه عدة أيام في البيت الأبيض .. خلال هذه الأيام استطاع مصطفى طلاس التعرف على بيل كلينتون عن كثب والاطلاع على نشاطات الرئيس الأمريكي وطبيعة عمله كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية ..
 
في يوم الجمعة بعد الظهر حزم الرئيس الأمريكي بيل كلينتون كعادته أمتعته للسفر إلى كامب ديفيد ليقضي عطلة الأسبوع هناك .. مبتعدا عن أجواء المدن .. مستأنسا بجو كامب ديفيد الجبلي وأحراش غاباتها الكثيفة .. إلا أنه أمر بطائرة خاصة لمصطفى طلاس لكي تقله إلى نيويورك ويستمتع هناك أثناء عطلة الأسبوع بأجواء المدينة الصاخبة ويأخذ قسطا كافيا من الصخب ويشبع ما لديه من غريزة التسوق .. هنا تقدم مصطفى طلاس مقاطعا ومصرا إلا أن يصطحب بيل كلينتون في عطلة الأسبوع هذه ومشيرا إلى رغبته في الاستمتاع بجو غابات كامب ديفيد .. أمام هذا الإصرار ما كان من بيل إلا أن يأخذه معه إلى كامب ديفيد .. غير أنه شرح له أن في كامب ديفيد لا يوجد لا هابوب ولا دابوب .. سوى الغابات الطبيعية الكثيفة وما يسكنها من الحيوانات والوحوش .. فما كان من مصطفى إلا أن قال له : هذا مطلبي كرجل عسكري يحب الطبيعة ويستمتع في متاهاتها وطرقها اللامتناهية
 
عندما أقلعت الطائرة العمودية بهما .. شاهد مصطفى كيف تبتعد الطائرة بهما عن المدن وأجواء المدن وتخترق الجبال والوديان والغابات إلى أن وصلت إلى كامب ديفيد وسط غابة كثيفة مفطوعة عن طرق المواصلات والشوارع .. ولا يمكن الوصول إليها إلا بالطائرة
 
فيما تبقى من يوم الجمعة تناولا عشاءهما وغرقا في بعض الأحاديث عن أمريكا وغاباتها ومحمياتها الطبيعية وما تختزنه من الوحوش والحيوانات البرية وحرص الأمريكيين على الحفاظ على هذا الموروث
 
في يوم السبت وبعد تناول طعام الإفطار قاطع مصطفى بيل قائلا : في هذا اليوم أريد أن أتركك لوحدك يا بيل .. وأقوم بجولة في الغابة وحيدا وأستمتع لنفسي بسكون الغابات والأحراش وطرقها المتشعبة .. هنا قاطعه بيل قائلا : أفضل أن أرسل معك بعض المرشدين كي لا تتوه في طرق الغابات المتشعبة وتضل طريق العودة إلى الكامب .. فأجابه مصطفى : ماذا تفكر برجل عسكري منح كل هذه الأوسمة ولا يستطيع التعامل مع الغابات والأحراش وطرقها المتشعبة .. الطبوغرافيا هي هوايتي .. بيل كتم تعجبه من هكذا جواب في نفسه .. إلا أنه طلب منه بأن لا يتأخر كثيرا .. لكي يتسنى لهما أن يأخذا غداءا ولو متأخرا في هذا اليوم
 
بعد أن سار مصطفى في طرق الغابة الملتوية وأحراشها الكثيفة وأشجارها المتنوعة التي تحجب نور الشمس في كثير من الأحيان .. هنا حصل ما كان يخشاه بيل
 
بيل بعد ساعتين أو ثلاثة استأخر قدوم مصطفى وقال في نفسه أنتظره ساعة أخرى .. ولكنه رغم انقضاء الساعة لم يصل مصطفى إلى الكامب .. عندها طلب من الحراس الذهاب فورا إلى أرجاء الغابة والعودة مع ضيفه مصطفى إلى الكامب
 
بعد مضي فترة غير قليلة من الزمن عاد فريق الحراس دون أن يكون معهم ضيف بيل .. الرئيس الأمريكي يسألهم أين ضيفي .. أجابوه بأنهم لم يعثروا عليه بتاتا وهم كحراس صنعوا كل ما يستطيعون .. بيل قائلا لنفسه : ماذا يمكنني أن أقول لحافظ الأسد وقد اختفى وزير دفاعه في أمريكا .. لا .. لا .. لا يمكن هذا الشيء أن يحدث في عهدي .. هنا طلب بيل احضار فريقا من الاف بي آي على وجه السرعة .. وما هي إلا برهة وكان فريقا كاملا عند بيل ..
 
الرئيس الأمريكي أمام فريق الاف بي آي : أيها الرجال إن أمريكا تفتخر بكم وبقدراتكم وبتضحياتكم تعلمون ما حصل اليوم وما يمكن أن يكون وصمة عار في وجه أمريكا بأن يختفي وزير دفاع حافظ الأسد في الولايات المتحدة الأمريكية .. لذا أرجو منكم أن تنطلقوا فورا لتبحثوا عن هذا الوزير .. وإن حرسي الخاص سوف يزودكم بالمواصفات اللازمة لهذا الوزير لكي تعثروا عليه بالضبط .. وأرجو منكم بأن لا يقبل المساء إلا والوزير عندي .. أرجو منكم بأن تبذلوا كل ما تستطيعون للعثور عليه أو على أي أثر من آثاره ..
 
بيل كلينتون يعود مختليا بنفسه وكله ثقة بأن رجال أمريكا من الاف بي آي هم الرجال الحقيقيون .. الذين تعتمد على قدراتهم وتضحياتهم الولايات المتحدة الأمريكية في أزاماتها .. وها هي أزمة بسيطة سوف تنحل بعد قليل ونعيد لحافظ الأسد وزير دفاعه مصطفى طلاس
 
وبعد بضعة ساعات عاد فريق الاف بي آي ولكنهم أتوا مصطحبين معهم دبا من دبب الغابة ..
 
عند هذا المنظر أصيب بيل بالدهشة ..
 
بيل : بماذا أنتم قادمون .. ألم يعطكم الحراس مواصفات الوزير ..
 
قالوا : بلى .. ولكننا لم نعثر عليه
 
بيل : ولماذا أتيتم بهذا الدب المسكين
 
قالوا : ألم تقل لنا بأن نأتي إليك ولو بأثره
 
بيل : بلى
 
قالوا : بعد أن أجرينا كل التحريات .. ثبت لدينا بأن أحد الدببة قد افترسه
 
بيل : كيف بكم تتهمون هذا الدب المسكين بافتراسه .. ألا تخشون من جمعيات حقوق الحيوانات في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم من أن تتهمنا بظلم الحيوانات .. أين أنتم من العدالة الأمريكية والعالمية في هذا العمل الظالم
 
قالوا : لا .. لا .. سيدي لقد تأكدنا من أن هذا الدب قد افترسه
 
بيل : وكيف
 
قالوا : لقد اكتشفنا في مخلفاته أوسمة